المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
السؤال الثاني عشر:
هناك
بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية
فهو مؤمن ناقص الإيمان .. كحديث ( لم يعملوا خيراً قط ) وحديث البطاقة
وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟
الجواب :
هذا
من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه
وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ
مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة
المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال
من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه
الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ،
ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص
لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر
بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على
النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، هذا لم يتمكن من
العمل مع انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق
أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه
يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم
يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين
ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق