الشيخ عبد العزيز الراجحي
السؤال :
ما
حكم من يسب الله ورسوله ويسب الدين فإذا نُصح في هذا الأمر تعلَّل بالتكسب
وطلب القوت والرزق ، فهل هذا كافر أم هو مسلم يحتاج إلى تعزير وتعذيب؟ وهل
يقال هنا بالتفريق بين السب والساب ؟
الجواب : لا
أدري ما معنى التعلل بالتكسب وطلب القوت ؟! إن كان المراد أنه إذا قيل له
تعلَّم الدين يتعلَّل بالكسب ، التعلُّم شيء آخر لكن الآن نحكم عليه بهذا
السب ونقول : من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سب الدين فإن
هذا كفر باتفاق أهل السنة والجماعة ، أما مسألة التعلل بالكسب وطلب القوت
إذا قيل له تعلم دينك ؛ فهذا التعلل باطل ويجب على الإنسان أن يتعلم ما
يقيم به دينه ؛ كما أنه يطلب الكسب والقوت فيجب عليه أن يتعلم دينه ؛يتعلم
ما يصح به إيمانه ؛ يتعلم ما أوجب الله عليه من الاعتقاد الصحيح وأن الله
مستحق للعبادة وحده ؛ وما أوجب الله عليه من الطهارة والصلاة والصوم
والزكاة والحج ، فهذا التعلل لا وجه له . فإذا قيل له : تعلَّم ما أوجب
الله عليك أو اسأل العلماء عن مقالتك هل هي كفر أم غير كفر تعلل بالكسب
فهذا باطل ؛ لأن الكسب لا يمنع الإنسان من تعلم دينه وتعلم أن هذه المقالة
كفرية أو يسأل عنها ؛ لأن الكسب لا يأخذ وقتاًََ كثيرا والكسب له أوقات
واسعة وليس هناك فرق بين السب والساب فنقول : من سب الله أو سب الرسول صلى
الله عليه وسلم أو سب دينه فهو كافر والساب كافر ؛ لأنه لا عذر له في هذا ،
والذي يعذر فيه إنما هي الكلمات التي فيها إيهام ؛ فهذا الذي يفرق فيها
بين المقالة والقائل فلو تكلم الإنسان بكلم موهمة أو كلمة يحتمل أن يكون
لصاحبها عذر فهذا الذي يقال فيه بالفرق بين المقالة والقائل فيقال :
المقالة كفرية والقائل لا يكفر إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع وقامت
عليه الحجة ؛ أما من سب الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم وسب دينه فهذا
أمر واضح لا إشكال في كفره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق