الخميس، 30 مايو 2013

لقاء مع العلامة عبد العزيز الراجحي حول أقوال الريس الإرجائية


لقاء مع العلامة عبدالعزيز الراجحي
حول أقوال الريس الإرجائية
21-8-1433هــ

بسم الله الرحمن الرحيم . و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ؛ هذا تسجيل مع فضيلة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حفظه الله و رعاه و سدد خطاه ، يوم الأربعاء الموافق لـ 21/08/1433 من الهجرة النبوية .
سؤال يا شيخنا أحسن الله إليك : هناك من يقول أن من وقع في شرك الربوبية أو الألوهية أو الأسماء و الصفات لا يكفر إلا بعد توفر الشروط و انتفاء الموانع .و يقول : لا كفر في الظاهر إلا و هو مسبوق بكفر الباطن . و يقول : يوجد بعض أهل العلم يعذر من سب الله أو الرسول نتاجا عن جهل أو سوء تربية أو عن غفلة فإنه لا يكفر . ويقول : لا يجوز تكفير المعين إذا ترك شيئا من الأركان ، ويقول : إن المشرك يسمى موحدا مادام أنه جاهل . فما ردكم على هذا الرجل أحسن الله إليكم ؟
الشيخ : هات الجملة الأولى !

السائل : يقول أحسن الله إليكم : (أن من وقع في شرك الربوبية أو الألوهية أو الأسماء و الصفات لا يكفر إلا بعد توفر الشروط و انتفاء الموانع) .


الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين . و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
أما بعد ؛ فإن من وقع في شرك الربوبية أو الألوهية أو الأسماء و الصفات فيه تفصيل : إن كان واضحا ليس فيه إشكال ، فإنه يكفر و لا يحتاج إلى وجود شروط و انتفاء موانع . لأن الشروط موجودة ؛ من سب الله أو سب الرسول أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله فهذا يكفر ، نسأل الله السلامة و العافية ، و لا يحتاج إلى أمر آخر .
أما إذا كان في مسألة خفية ، هذا الذي تكلم به أو هذا الذي أنكره إذا كان في مسألة دقيقة خفية و مثلُه يجهل ذلك . فهذا لا يُكفّر حتى يُعرّف و تقوم عليه الحجة ، فإذا أصرّ بعد ذلك فإنه يكفّر .نعم .
السائل : ويقول : (لا كفر في الظاهر إلا و هو مسبوق بكفر الباطن) .
الشيخ : هذا قول المرجئة و هو قول باطل . فإن الكفر يكون بالقلب (بالاعتقاد) و يكون بالشك و يكون بالقول ؛ كمن سبّ الله أو سبّ الرسول أو استهزأ بالله أو بكتابه و رسوله أو دعا غير الله . و يكون بالفعل ؛ كمن سجد للصنم ، و ذبح لغير الله . و يكون أيضا بالرفض و الترك ؛ كمن ترك دين الإسلام لا يتعلمه و لا يعمل به . و يكون بالظن ؛ كمن ظن أن الله لا ينصر دينه و لا نبيه ، و أنه سيُقضى على الإسلام قضاءً كاملا ، هذا ظن المنافقين . قال تعالى : ( بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا ) [الفتح/12] .
فالخلاصة أن الكفر يكون بالقول ، و يكون بالاعتقاد ، و يكون بالشك و يكون بالفعل و يكون بالرفض و الترك و يكون بالظن .أما القول بأن الكفر لا يكون إلا بالقلب فهذا قول المرجئة و هو قول باطل ؛ من يقول الكفر يكون بالقلب و الإيمان يكون بالقلب هذا باطل . فالصواب : أن الكفر يكون بالقلب و يكون باللسان و يكون بالجوارح ، و الإيمان يكون بالقلب و باللسان و بالجوارح . نعم .
السائل : أحسن الله إليكم ، يقول :(و يقول : يوجد بعض أهل العلم يعذر من سب الله أو الرسول نتاجا عن جهل أو سوء تربية أو عن غفلة فإنه لا يكفر ) .
الشيخ : هذا باطل ، هذا ما فيه جهل و لا [شيء] ، أمرٌ واضح ؛ من سبّ الله أو سبّ الرسول أو سبّ دين الإسلام أو استهزأ بالله و بكتابه فإنه يكفر ، نسأل الله السلامة و العافية . و لا أعلم أن أحدا قال بهذا ، بأنه يعذر . لا أعلم أحدا من أهل العلم قال إنه يُعذَر من سبّ الله أو سبّ الرسول أو استهزأ بالله و برسوله و بكتابه ، لأن هذه أمورٌ واضحة ، معلومة من الدين بالضرورة . واضحة لكل أحد ، و ليس هناك إشكال و لا شبهة . نعم
السائل : أحسن الله إليكم شيخنا ، يقول : (لا يجوز تكفير من ترك شيئا من الأركان بحجة وجود الخلاف في هذا ).
الشيخ : الخلاف لا ! ليس الخلاف عذرا ، إلا إذا كان الخلاف له حظ من النظر .أما إذا كان الخلاف ضعيفا فلا يُعوّل عليه ، المعوّل عليه هو الدليل . فإن أنكر معلوما من الدين بالضرورة فإنه يكفر [بلا] خلاف ، لكن إذا كان له شبهة فلابد من إزالة الشبهة و إقامة الحجة عليه . نعم
السائل : آخر عبارة يا شيخنا لهذا الرجل المفتون ، يقول : ( إن المشرك يسمى موحدا مادام أنه جاهل) . و هذا الرجل أحسن الله إليك اسمه عبد العزيز الريس مشرف على موقع الإسلام العتيق . فما ردكم ؟
الشيخ : هذا باطل ، المشرك لا يسمى موحدا ، الذي يعمل الشرك . و لكنه يقال : عمله شرك ، أما هو فإذا لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله ، لكن لا يسمى موحدا و هو يفعل الشرك . هذا قول باطل ؛ أن المشرك يسمى موحدا ! مادام يفعل الشرك فلا يسمى موحدا و لا يُدعى له و لا يُترحم عليه و لا يُتصدق عنه و أمره إلى الله عز وجل .
السائل : شيخنا أحسن الله إليك ، نصيحة لهؤلاء الذين يروجون بدعة الإرجاء ، نصيحة للشباب للحذر من هؤلاء أحسن الله إليكم .
الشيخ : نصيحتي للشباب أن يتعلموا العلم الشرعي على أهل العلم و أهل البصيرة المعتبرين ، و يتفقهوا في دين الله ، و يتعلموا على أهل العلم الذين يوضّحون لهم ما دل عليه كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ؛ من أن الإيمان يكون بالقلب و باللسان و بالجوارح ، و الكفر يكون بالقلب و باللسان و الجوارح . و هذا معروف عند أهل العلم . أما مذهب المرجئة فمذهب باطل .
و الإرجاء أنواع :

- النوع الأول : مرجئة الجهمية ، الذين يقولون بأن الإيمان هو معرفة الرب بالقلب و الكفر هو الجهل بالرب بالقلب ، و هذا أفسد ما قيل في تعريف الإيمان . و هو مذهب الجهم ، و مذهب أبي الحسن الصالحي و القدرية ، و على هذا المذهب إبليس يكون مؤمنا ، و فرعون مؤمن ، و اليهود مؤمنون ، و أبو طالب مؤمن ، لأنهم يعرفون ربهم بقلوبهم .

- الصنف الثاني : مرجئة الكرامية ، الذين يقولون : إن الإيمان هو النطق باللسان ، فإذا نطق بلسانه بالشهادتين فهو مؤمن ، و إن كان مكذبا بقلبه . يقولون : فهو مخلد في النار ، فجمعوا بين الأمرين المتناقضين . فإذا نطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان ، و إذا كذّب بقلبه فإنه مخلد في النار ! فيجمعون بين الأمرين المتناقضين ؛ يكون مؤمنا كامل الإيمان مخلدا في النار !

- الطائفة الثالثة : مرجئة الأشعرية و الماتريدية ، الذين يقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب . و هذه رواية عن الإمام أبي حنيفة . شيخ الإسلام رحمه الله يقول : يعسر التفريق بين التصديق المجرد و المعرفة الذي هو مذهب الجهم .

- و المذهب الرابع : مرجئة الفقهاء ؛ أبي حنيفة و أصحابه ، و هم طائفة من أهل السنة يقولون : الإيمان شيئان : تصديق بالقلب و قول باللسان ، و الأعمال مطلوبة لكنها ليست من الإيمان . [فالإنسان] عليه واجبان : واجب الإيمان ، و واجب الأعمال . و هم طائفة من أهل السنة لكنهم خالفوا جمهور أهل السنة في عدم إدخال الأعمال في مسمى الإيمان ،. و النصوص دلت على هذا .
و الواجب على المسلم أن يتأدب مع النصوص و لا يخالف النصوص لا لفظا و لا معنى . جمهور أهل السنة يقولون : إن الإيمان مكوّنٌ من أربعة أشياء ؛ تصديقٌ بالقلب - و هو إقراره و اعترافه - ، و عملٌ القلب - و هو النية و الإخلاص -، و النطق باللسان و عملٌ الجوارح . و لهذا يقول أهل السنة : الإيمان :" قول و عمل" . و القول : قولان ؛ قول القلب و قول اللسان . و العمل : عملان ؛ عمل القلب و عمل الجوارح . و منهم من قال : "الإيمان قول و عمل و نية ". و منهم من قال : "الإيمان قول و عمل و نية و سنة ". هذا هو مذهب جمهور العلماء و هو مذهب المحدثين ، و هو الذي قرّره العلماء .
فالواجب على المسلم أن يتبصّر و يتفقّه في شريعة الله ، و أن يعمل بنصوص الكتاب و السنة بفهم علماء السلف الصالح من الصحابة و التابعين و من بعدهم .
جمهور أهل السنة على أن الإيمان : قولٌ باللسان و اعتقادٌ بالقلب و عملٌ بالقلب و عملٌ بالجوارح يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية .
نسأل الله للجميع الهداية و السداد و الثبات على دينه و الاستقامة عليه ، و البصيرة في دينه ، إنه ولي ذلك و القادر عليه ، و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله وأصحابه و التابعين .
السائل : شيخنا أحسن الله إليك تذكرت سؤالا واحدا و هو ؛ قال تركي الحمد و العياذ بالله : إن الله و الشيطان وجهان لعملة واحدة ، و أنت مسكين يا الله . طلع هذا الرجل - الذي ذكرتم الرد عليه - و قال : هذا الكلام محتمل للكفر و ليس كفرا ، و أنصح الشباب بعدم تكفير هذا الذي صرح - و العياذ بالله - بأن الله و الشيطان وجهان لعملة واحدة . فما ردكم شيخنا على هذا الريس ؟
الشيخ : لا شك أن هذه أقوالٌ كفريةٌ ، و قد بيّن فضيلة الشيخ عبد المحسن البدر وفقه الله في الرد على هذا الرجل و أنه زنديق ، و أن هذه الأقوالَ كفريةٌ ، نسأل الله السلامة و العافية . و القول بأن هذا الكلامَ محتملٌ ، هذا قولٌ باطلٌ . هذا قول كفريّ نسأل الله السلامة و العافية . نسأل الله لنا و له الهداية ، و نسأل الله أن يعيذنا و إياكم من الفتن ، و أن يثبتنا على دينه .
السائل : أحسن الله إليكم شيخنا وجزاكم الله خيرا على سعة صدركم و إجابتكم على الأسئلة .
تفريغ : أبي عبد الله يوسف

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيكم ونفع بكم

    ردحذف
  2. جزاك الله خير الجزاء في التوضيح نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن

    ردحذف