تفريغ : لقاء العلامة الراجحي حول مرجئة العصر 30-6-1433هـ
لقاء العلامة الراجحي
حول مرجئة العصر
30-6-1433هـ
شيخنا أحسن الله إليك ، بالنسبة يا شيخنا لطارق السويدان ، موجود له أحسن الله إليك في الانترنت يقول :" من حق الإنسان أن يعترض على الله ، من حق الإنسان أن يعترض على الرسول ، من حق الإنسان أن يعترض على الإسلام ، و من حق الإنسان أن يعبد الرب الذي يختار " . فما ردكم على هذا أحسن الله إليكم ؟
الجواب : هذه الأقوال كفرية ، هذه الأقوال كفرٌ و ردةٌ عن الإسلام ، نسأل الله السلامة و العافية . فلو قال أحدٌ هذا الكلام ثم رُفع إلى الحاكم الشرعي الذي يحكم بشريعة الله يُستتاب فإن تاب و إلا قتل ، نسأل الله السلامة و العافية .
هذه أقوال كفرية ، نسأل الله العافية ؛ الاعتراض على الله والاعتراض على الرسول و الاعتراض على الإسلام هذه أعمال كفرية . كذلك من قال : من شاء أن يعبد ما شاء ، هذا كفر و ردة . الله تعالى خلق الخلق لعبادته و حده ، قال : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات56] ، و قال : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة21] ، وقال سبحانه : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } [الإسراء23] ، وقال سبحانه : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } [الأنعام151] ، وقال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل36] ، وقال سبحانه : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء25] .
هذه الأقوال كلها مصادِمةٌ لهذه النصوص ، خلق الله الخلق لعبادته ، ليس لأحدٍ الاختيار ، أنت مخلوقٌ لعبادته ، أرسل الله الرسل و أنزل الكتب ، ليُعبد وحده سبحانه ، و الله أمر بعبادته : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } ، هذا أولُ أمرٍ في القرآن ، هذا أمرُ إيجابٍ و إلزامٍ . و قال عليه الصلاة و السلام في حديث معاذ : " أتدرون ما حق الله على العباد ؟ و حق العباد على الله ؟ " قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : " حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا " ، هذا حق الله . يقول بأن الإنسان له أن يختار يعبد ما يشاء ! هذا ردةٌ عن الإسلام ، و مصادمَةٌ لهذه النصوص . و كذلك قوله : إن للإنسان الاعتراض على الله أو على رسوله ، هذه كلها أقوال كفرية ، نسأل الله السلامة و العافية ، نسأل الله لنا و له الهداية و لجميع المسلمين .
سؤال : يا شيخنا أحسن الله إليكم ، فيه رجل – بعضُ العامة مغترون به – و نود شيخنا طرح السؤال و الإجابة في الانترنت ، هذا الرجل اسمه عمرو خالد ، يقول و العياذ بالله : " صعبٌ على الله يغير واقع الأمة " و يقول أيضا :" إبليس لم يكفر بالله " ، و يقول : " إن الرسول صلى الله عليه و سلم مر بستة و عشرين محاولة كلها فشلت " ، و يقول : " آدم ما يعرف يتوب و لا يعرف يستغفر و الله يغششه " . فما ردكم على هذا أحسن الله إليكم ؟
الجواب : هذه الأعمالُ كلها أقوالٌ كفريةٌ ، هي أربعة أقوال أو خمسة كفرٌ و العياذ بالله ، نسأل الله السلامة . و هذا عمرو خالد معروف ، بيّن العلماء كفرياته و أعماله و أقواله الكفرية ، نسأل الله السلامة و العافية . يقول : " إنه صعب على الله أن يغير واقع الأمة " هذا طعنٌ في الرب نسأل الله السلامة و العافية ، الله تعالى يفعل ما يشاء و هو على كل شيء قدير سبحانه و تعالى . فهذا طعن على الله -أعوذ بالله - و طعن في قدرته و مشيئته ، كذلك أيضا طعنٌ في الرسول صلى الله عليه و سلم . و كل هذه الأقوال التي ذكرتَ كلها أقوالٌ كفرية نسأل الله السلامة و العافية ، و نعوذ بالله !
السؤال : شيخنا أحسن الله إليكم ، طلع علينا أناسٌ من المرجئة يطعنون في كتاب الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن و الشيخ عبد الله أبا بطين يقولون في مسألة تكفير القبوريين [ننقم] منه - يعنون الشيخ إسحاق - أنه ألف الكتاب هذا و هو صغير في السن ، و لا يُقبل قوله . و منهم أناس قالوا : بأن الكتاب لا يصح إليه . فما ردكم على هؤلاء ؟
الشيخ : ما هي المخالفات التي في الكتاب ؟ ماذا يقولون ؟
السائل : يقولون شيخنا أحسن الله إليكم في مسألة تكفير القبوريين ، يقولون : لا يقبل قوله ، لابد من العذر بالجهل .
الشيخ : القبوريون الذين يعبدون القبور لا شك أنهم مشركون ، لأنهم فعلوا الشرك ، فهُم على الشرك ؛ من دعا غير الله ، و ذبح لغير الله و نذر لغير الله فقد أشرك . لأن هذه هي أنواع العبادة التي هي حقّ الله عز و جل و لا يجوز صرفها لغير الله ، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك كما سبق . الله تعالى أمر بعبادته : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } [البقرة21] و قال : { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [الزمر54] ، و قال سبحانه و تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً } [الجن18] ، و قال : { قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ } [الأنبياء66 ] ، و قال : { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [المؤمنون117] ، فحكم بكفرهم . قال سبحانه و تعالى : { َالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [فاطر14-13 ] ، فحكم الله بشركهم ، بالشرك . فمن دعا غير الله فقد أشرك ، فهو مشركٌ كافرٌ بنصّ القرآن . و من ذبح لغير الله فهو مشرك ، و من صرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك . نسأل الله السلامة و العافية .
فالطعن في العلماء أو في مؤلفات العلماء أهل البصيرة هذا لا شك أنه من الزيغ ، من زيغ القلوب ، نسأل الله السلامة و العافية .
السؤال : نختم بسؤالٍ شيخنا أحسن الله إليك ، يا شيخنا الآن كثر دعاة الإرجاء في الساحة ، يا شيخنا هناك من يقول : بأن من قتل نبيا أو رمى مصحفا يقول شيخنا : لا يكفر إلا بعد توفر الشروط و انتفاء الموانع ، فما قولكم أحسن الله إليكم ؟
الشيخ : الكفر يكون بالقلب ، بالاعتقاد ؛ فمن اعتقد أن لله صاحبةً أو ولدًا أو اعتقد أن مع الله مدبرًا فقد كفر . و كذلك أيضا يكون الكفر بالشك ؛ من شك في ربوبية الله أو في ألوهيته أو في أسمائه و صفاته يكون كافرًا . و يكون الكفر بالفعل ؛ كمن قتل نبيا أو استهان بالمصحف أو لطخه بالنجاسة ، يكون كافرًا . و كذلك يكون الكفر بالقول ؛ كمن سب الله أو سب رسوله أو استهان بالله و بكتابه و برسوله . و يكون الكفر أيضا بالترك و الإعراض ؛ فمن أعرض عن دين الله لا يتعلمه و لا يعبد الله كفر ، { وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ } [الأحقاف3] . و يكون الكفر بالظن ؛ كمن ظن أن الله لا ينصر رسوله و لا دينه و لا حزبه المؤمنين و أن الله سيديل الكفار على الإسلام إدالة مستمرة و أنه يضمحل هذا الدين و لا يبقى منه شيء ، فهذا ظن المنافقين ، ظن كفري ، قال تعالى : { بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } [ الفتح12] .
فالكفر يكون بالاعتقاد و يكون بالشك و يكون بالقول و يكون بالفعل و يكون بالترك و الإعراض و يكون بالظن .
فقول المرجئة أن الكفر لا يكون إلا بالقلب هذا قولٌ باطل . بين أهل السنة و الجماعة من الصحابة و التابعين و الأئمة بطلان هذا المذهب ، و أن هذا مذهب باطل . بينه العلماء ، و البخاري رحمه الله في صحيحه بيّن ذلك ، و غيره من أهل العلم ، تراجمُ البخاري كلها تدل على هذا . أن الإيمان يكون بالقلب وباللسان و بالجوارح ، و كذلك الكفر يكون بالقلب وباللسان و بالجوارح ، نسأل الله السلامة و العافية .
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك تبعا لهذا هنالك من يقول مسألة تكفير من وقع في الشرك الأكبر و في الأمور المعلومة من الدين بالضرورة يقول بعضهم : لا يكفر إلا إذا اقتنع و إذا فهم الحجة . فما قولكم أحسن الله إليكم ؟
الشيخ : هذا الكفر لا يُشترط فيه فهم الحجة ، يُشترط بلوغ الحجة ، و لا يُشترط فهمها ، الله تعالى قال عن الكفار : { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [ البقرة171 ] . يعني لا يسمع و لا يعقل إلا كما يعقل الغنم إذا عقلها الراعي ، و مع ذلك قامت عليهم الحجة ، { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } . المهم البلوغ ؛ إذا بلغته الحجة و الدليل فهذا قال تعالى : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ } [الأنعام19 ] من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة . قال تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } [الإسراء15 ] ، فقد بعث الرسول عليه الصلاة و السلام .
السائل : نختم يا شيخ بهذا السؤال أحسن الله إليك : فيه كتاب موجود في بعض مواقع الانترنت اسمه " ذم الإرجاء و مسائل منهجية " قال صاحبه : ( إنه يوجد قول للسلف آخر بعدم كفر تارك العمل ) و يقول : (و على هذا الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ محمد بن عثيمين أقروا بأنه يوجد قول آخر للسلف) و هذا الرجل مصري الجنسية اسمه أبو محمد خالد المصري . فما قولكم أحسن الله إليكم ؟
الشيخ : لا أعلم للسلف قولا في هذا ، العمل لابد منه ؛ الإيمان لابد فيه من التصديق بالقلب و العمل . التصديق الذي في القلب يتحقق بالعمل ، و إلا صار كإيمان إبليس و فرعون ، لأنه مصدق لكن ليس عنده عمل يتحقق به . و كذلك العمل كالصلاة و الزكاة و الصوم لابد له من تصديق يصححه و إلا صار كعمل المنافقين . لابد من الأمرين ؛ القول يتحقق بالعمل و العمل يصدقه القول ؛ تصديق بالقلب يتحقق بالعمل و إذا تركه يصير كإيمان إبليس و فرعون إذا ما صار فيه عمل . لأن إبليس و فرعون ما معهم العمل . و كذلك العمل كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج لابد له من تصديق (إيمان) يصححه و إلا صار كأعمال المنافقين ، الله تعالى قال : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى . وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى } [ القيامة 31-32] . (فَلَا صَدَّقَ) هذا نفي الإيمان . (وَلَا صَلَّى) هذا نفي العمل . (وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى) ، نسأل الله السلامة و العافية .
السائل : شيخنا فيه رجل يقول : ( إن الله و الشيطان وجهان لعملة واحدة ، و أنت مسكين يا الله ) . و رجل آخر كذلك يقول - و العياذ بالله - : (إن جميع الملل مآلها إلى الجنة ، كالوثنيين و السيخ و غيرهم من الفرق الضالة ) . فما ردكم على هذا ؟
الشيخ : نسأل الله السلامة ، لا شك أن هاتين المقالتين كفريتان .
تفريغ : أبو عبد الله يوسف
Al Rajhi Bank, established in 1957, is the largest Islamic banking group in the world ... and the use of technology to offer diverse products to meet customer needs. ... Kuwait marks the 2nd foray of Al Rajhi Bank into the international banking ...