الخميس، 16 مايو 2013

لقاء العلامة الراجحي حول مرجئة العصر


تفريغ : لقاء العلامة الراجحي حول مرجئة العصر 30-6-1433هـ

لقاء العلامة الراجحي
حول مرجئة العصر
30-6-1433هـ

شيخنا أحسن الله إليك ، بالنسبة يا شيخنا لطارق السويدان ، موجود له أحسن الله إليك في الانترنت يقول :" من حق الإنسان أن يعترض على الله ، من حق الإنسان أن يعترض على الرسول ، من حق الإنسان أن يعترض على الإسلام ، و من حق الإنسان أن يعبد الرب الذي يختار " . فما ردكم على هذا أحسن الله إليكم ؟

الجواب : هذه الأقوال كفرية ، هذه الأقوال كفرٌ و ردةٌ عن الإسلام ، نسأل الله السلامة و العافية . فلو قال أحدٌ هذا الكلام ثم رُفع إلى الحاكم الشرعي الذي يحكم بشريعة الله يُستتاب فإن تاب و إلا قتل ، نسأل الله السلامة و العافية .


هذه أقوال كفرية ، نسأل الله العافية ؛ الاعتراض على الله والاعتراض على الرسول و الاعتراض على الإسلام هذه أعمال كفرية . كذلك من قال : من شاء أن يعبد ما شاء ، هذا كفر و ردة . الله تعالى خلق الخلق لعبادته و حده ، قال : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات56] ، و قال : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة21] ، وقال سبحانه : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } [الإسراء23] ، وقال سبحانه : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } [الأنعام151] ، وقال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل36] ، وقال سبحانه : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء25] .
هذه الأقوال كلها مصادِمةٌ لهذه النصوص ، خلق الله الخلق لعبادته ، ليس لأحدٍ الاختيار ، أنت مخلوقٌ لعبادته ، أرسل الله الرسل و أنزل الكتب ، ليُعبد وحده سبحانه ، و الله أمر بعبادته : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } ، هذا أولُ أمرٍ في القرآن ، هذا أمرُ إيجابٍ و إلزامٍ . و قال عليه الصلاة و السلام في حديث معاذ : " أتدرون ما حق الله على العباد ؟ و حق العباد على الله ؟ " قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : " حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا " ، هذا حق الله . يقول بأن الإنسان له أن يختار يعبد ما يشاء ! هذا ردةٌ عن الإسلام ، و مصادمَةٌ لهذه النصوص . و كذلك قوله : إن للإنسان الاعتراض على الله أو على رسوله ، هذه كلها أقوال كفرية ، نسأل الله السلامة و العافية ، نسأل الله لنا و له الهداية و لجميع المسلمين .

سؤال : يا شيخنا أحسن الله إليكم ، فيه رجل – بعضُ العامة مغترون به – و نود شيخنا طرح السؤال و الإجابة في الانترنت ، هذا الرجل اسمه عمرو خالد ، يقول و العياذ بالله : " صعبٌ على الله يغير واقع الأمة " و يقول أيضا :" إبليس لم يكفر بالله " ، و يقول : " إن الرسول صلى الله عليه و سلم مر بستة و عشرين محاولة كلها فشلت " ، و يقول : " آدم ما يعرف يتوب و لا يعرف يستغفر و الله يغششه " . فما ردكم على هذا أحسن الله إليكم ؟

الجواب : هذه الأعمالُ كلها أقوالٌ كفريةٌ ، هي أربعة أقوال أو خمسة كفرٌ و العياذ بالله ، نسأل الله السلامة . و هذا عمرو خالد معروف ، بيّن العلماء كفرياته و أعماله و أقواله الكفرية ، نسأل الله السلامة و العافية . يقول : " إنه صعب على الله أن يغير واقع الأمة " هذا طعنٌ في الرب نسأل الله السلامة و العافية ، الله تعالى يفعل ما يشاء و هو على كل شيء قدير سبحانه و تعالى . فهذا طعن على الله -أعوذ بالله - و طعن في قدرته و مشيئته ، كذلك أيضا طعنٌ في الرسول صلى الله عليه و سلم . و كل هذه الأقوال التي ذكرتَ كلها أقوالٌ كفرية نسأل الله السلامة و العافية ، و نعوذ بالله !

السؤال : شيخنا أحسن الله إليكم ، طلع علينا أناسٌ من المرجئة يطعنون في كتاب الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن و الشيخ عبد الله أبا بطين يقولون في مسألة تكفير القبوريين [ننقم] منه - يعنون الشيخ إسحاق - أنه ألف الكتاب هذا و هو صغير في السن ، و لا يُقبل قوله . و منهم أناس قالوا : بأن الكتاب لا يصح إليه . فما ردكم على هؤلاء ؟

الشيخ : ما هي المخالفات التي في الكتاب ؟ ماذا يقولون ؟

السائل : يقولون شيخنا أحسن الله إليكم في مسألة تكفير القبوريين ، يقولون : لا يقبل قوله ، لابد من العذر بالجهل .

الشيخ : القبوريون الذين يعبدون القبور لا شك أنهم مشركون ، لأنهم فعلوا الشرك ، فهُم على الشرك ؛ من دعا غير الله ، و ذبح لغير الله و نذر لغير الله فقد أشرك . لأن هذه هي أنواع العبادة التي هي حقّ الله عز و جل و لا يجوز صرفها لغير الله ، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك كما سبق . الله تعالى أمر بعبادته : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } [البقرة21] و قال : { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [الزمر54] ، و قال سبحانه و تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً } [الجن18] ، و قال : { قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ } [الأنبياء66 ] ، و قال : { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [المؤمنون117] ، فحكم بكفرهم . قال سبحانه و تعالى : { َالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [فاطر14-13 ] ، فحكم الله بشركهم ، بالشرك . فمن دعا غير الله فقد أشرك ، فهو مشركٌ كافرٌ بنصّ القرآن . و من ذبح لغير الله فهو مشرك ، و من صرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك . نسأل الله السلامة و العافية .

فالطعن في العلماء أو في مؤلفات العلماء أهل البصيرة هذا لا شك أنه من الزيغ ، من زيغ القلوب ، نسأل الله السلامة و العافية .

السؤال : نختم بسؤالٍ شيخنا أحسن الله إليك ، يا شيخنا الآن كثر دعاة الإرجاء في الساحة ، يا شيخنا هناك من يقول : بأن من قتل نبيا أو رمى مصحفا يقول شيخنا : لا يكفر إلا بعد توفر الشروط و انتفاء الموانع ، فما قولكم أحسن الله إليكم ؟

الشيخ : الكفر يكون بالقلب ، بالاعتقاد ؛ فمن اعتقد أن لله صاحبةً أو ولدًا أو اعتقد أن مع الله مدبرًا فقد كفر . و كذلك أيضا يكون الكفر بالشك ؛ من شك في ربوبية الله أو في ألوهيته أو في أسمائه و صفاته يكون كافرًا . و يكون الكفر بالفعل ؛ كمن قتل نبيا أو استهان بالمصحف أو لطخه بالنجاسة ، يكون كافرًا . و كذلك يكون الكفر بالقول ؛ كمن سب الله أو سب رسوله أو استهان بالله و بكتابه و برسوله . و يكون الكفر أيضا بالترك و الإعراض ؛ فمن أعرض عن دين الله لا يتعلمه و لا يعبد الله كفر ، { وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ } [الأحقاف3] . و يكون الكفر بالظن ؛ كمن ظن أن الله لا ينصر رسوله و لا دينه و لا حزبه المؤمنين و أن الله سيديل الكفار على الإسلام إدالة مستمرة و أنه يضمحل هذا الدين و لا يبقى منه شيء ، فهذا ظن المنافقين ، ظن كفري ، قال تعالى : { بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } [ الفتح12] .

فالكفر يكون بالاعتقاد و يكون بالشك و يكون بالقول و يكون بالفعل و يكون بالترك و الإعراض و يكون بالظن .

فقول المرجئة أن الكفر لا يكون إلا بالقلب هذا قولٌ باطل . بين أهل السنة و الجماعة من الصحابة و التابعين و الأئمة بطلان هذا المذهب ، و أن هذا مذهب باطل . بينه العلماء ، و البخاري رحمه الله في صحيحه بيّن ذلك ، و غيره من أهل العلم ، تراجمُ البخاري كلها تدل على هذا . أن الإيمان يكون بالقلب وباللسان و بالجوارح ، و كذلك الكفر يكون بالقلب وباللسان و بالجوارح ، نسأل الله السلامة و العافية .

السائل : يا شيخ أحسن الله إليك تبعا لهذا هنالك من يقول مسألة تكفير من وقع في الشرك الأكبر و في الأمور المعلومة من الدين بالضرورة يقول بعضهم : لا يكفر إلا إذا اقتنع و إذا فهم الحجة . فما قولكم أحسن الله إليكم ؟

الشيخ : هذا الكفر لا يُشترط فيه فهم الحجة ، يُشترط بلوغ الحجة ، و لا يُشترط فهمها ، الله تعالى قال عن الكفار : { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [ البقرة171 ] . يعني لا يسمع و لا يعقل إلا كما يعقل الغنم إذا عقلها الراعي ، و مع ذلك قامت عليهم الحجة ، { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } . المهم البلوغ ؛ إذا بلغته الحجة و الدليل فهذا قال تعالى : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ } [الأنعام19 ] من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة . قال تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } [الإسراء15 ] ، فقد بعث الرسول عليه الصلاة و السلام .

السائل : نختم يا شيخ بهذا السؤال أحسن الله إليك : فيه كتاب موجود في بعض مواقع الانترنت اسمه " ذم الإرجاء و مسائل منهجية " قال صاحبه : ( إنه يوجد قول للسلف آخر بعدم كفر تارك العمل ) و يقول : (و على هذا الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ محمد بن عثيمين أقروا بأنه يوجد قول آخر للسلف) و هذا الرجل مصري الجنسية اسمه أبو محمد خالد المصري . فما قولكم أحسن الله إليكم ؟

الشيخ : لا أعلم للسلف قولا في هذا ، العمل لابد منه ؛ الإيمان لابد فيه من التصديق بالقلب و العمل . التصديق الذي في القلب يتحقق بالعمل ، و إلا صار كإيمان إبليس و فرعون ، لأنه مصدق لكن ليس عنده عمل يتحقق به . و كذلك العمل كالصلاة و الزكاة و الصوم لابد له من تصديق يصححه و إلا صار كعمل المنافقين . لابد من الأمرين ؛ القول يتحقق بالعمل و العمل يصدقه القول ؛ تصديق بالقلب يتحقق بالعمل و إذا تركه يصير كإيمان إبليس و فرعون إذا ما صار فيه عمل . لأن إبليس و فرعون ما معهم العمل . و كذلك العمل كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج لابد له من تصديق (إيمان) يصححه و إلا صار كأعمال المنافقين ، الله تعالى قال : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى . وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى } [ القيامة 31-32] . (فَلَا صَدَّقَ) هذا نفي الإيمان . (وَلَا صَلَّى) هذا نفي العمل . (وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى) ، نسأل الله السلامة و العافية .

السائل : شيخنا فيه رجل يقول : ( إن الله و الشيطان وجهان لعملة واحدة ، و أنت مسكين يا الله ) . و رجل آخر كذلك يقول - و العياذ بالله - : (إن جميع الملل مآلها إلى الجنة ، كالوثنيين و السيخ و غيرهم من الفرق الضالة ) . فما ردكم على هذا ؟

الشيخ : نسأل الله السلامة ، لا شك أن هاتين المقالتين كفريتان .

تفريغ : أبو عبد الله يوسف

هناك تعليق واحد: