صالح الفوزان - حفظه الله - بين أنياب المرجئة
الحمد لله و الصّلاة والسّلام على رسول الله .
أمّا بعد :
سئل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري أثناء شرحه لعمدة الأحكام ش39 هذا السؤال فقيل له :
(هذا سائل يسأل عن كتاب اسمه التكفير، ضوابط تكفير المعين طبع دار الرشد لأبي العلاء راشد أو كذا، وأن هذا الكتاب ينشره الخوارج في تلك البلاد، قال لنا بعض الناس أن الشيخ فلان - يقصدونني - تكلمت، نعم هذا الكتاب عليه ملاحظ وفيه
مؤاخذات بارك الله فيك، وكما وصف الرّجل: أنّ هذا الكتاب ينشره الخوارج في تلك البلاد، لما هو يغذي من فكرهم، وكون بعض أهل العلم الفضلاء قد قرظ للكتاب؛ فأنا أتَّهم هؤلاء الكتاب في أنهم لعلهم أخذوا وقدموا شيئاً، ثم لمّا أخذوا التقديم ، زادوا فيه وأنقصوا ، هذا لا يؤمنون عليه ، والكتاب نعم فيه ملاحظ؛ وقرأت أكثر من نصفه أو ثلاثة أرباعه ، ولي عليه ملحوظات وكلمت الدار الناشرة ثلاث مرات في سنوات مختلفات ، وقلت لهم : اتقوا الله في أنفسكم ، لا يجوز أن تنشروا هذا الكتاب فعليه مآخذ كثيرة وشديدة بارك الله فيكم ، نعم ، لأنّ الكتاب فيه بتر للكلام وتزييف للحقائق في بعض المواطن ، حتى أني أول ما قرأته كنت في مكتبتي ، وقاربت منذ أن أخذته ، قرأته " في هذا الحجم تقريبا " قرأته في مجلس واحد ، أكثر من نصفه هذا ؛ حتى إنه يعني قد احمر لوني من شدة ما فيه من بلاء وبتر ومخالفات ومغالطات، ودخل عليّ الأهل والأولاد قالوا خير إيش في ؟؟ يعني وجدوا تغيرا فيّ !َ فقلت : من هذا البلاء الذي بين يديّ نعم كتاب سيء نعم.( اه..
http://www.sahab.net/forums/index.ph...71#entry681697
التعليق :
كلنا يعرف من هو عبد الله البخاريّ ، من مرجئة و موحّدين ، فهو من رؤوس المرجئة المعاصرين ، ليس لهم هدف إلا تحطيم الموحدين ، كما أنهم من حُماة المشركين ، تحت راية عذر الجاهلين ، و لوكان على حساب عبادة رب العالمين ، مستعملين كل وسيلة ضدّ علماء السلفيين ، و إن كانوا في كثير من الأحيان لا يصرّحون ، بل باللمز تارة ، و بالإشارة أخرة ... صدق سعيد بن جبير لمّا سمّاهم " المرجئة يهود القبلة " .
وها هو واحد من الرؤوس صاحب القلب المنكوس ، يطعن في شخص علمه محسوس ، و ملموس ، شهد له القاصي و الدّاني بشموخ العقيدة ، التي أفرزت لنا تأليفات مفيدة ، لا يردّها إلا أصحاب الآراء المقيتة ، كهذا البخاري ، الطاعن في الفوزان عندما قرظ كتاب " ضوابط تكفير المعين " لأبي العلا بن راشد ، و يظهر ذلك في إجابته على سؤال ، فكان الجواب كما ذكرنا ، إلا أنّ هذا الجواب استعمل فيه البخاري أنيابه السّامّة لعله يؤثر في الفوزان ، نعم ، حتى و لو أثّر فيه فإنّه يموت شهيدا - بإذن الله - كما مات رسول الله - عليه السّلام - متأثرا بسمّ اليهود ، مع الفرق بين السمّ المحسوس و المعنويّ .
قال البخاري : " نعم هذا الكتاب عليه ملاحظ وفيه مؤاخذات " .
قال أبوعبد القدّوس : ما هي هذه الملاحظ ؟ و لعلها لا تتماشى مع المرجئة .
و فيه مؤاخذات : أي زلات ، هل من تلك المؤاخذات ذكر الفرق بين المسائل المعلومة و الخفية ؟ أم بم تقوم به الحجّة ؟ أم اشتراط قصد المُعيّن بكلامه المعنى المكفّر ؟ أم ذكر الحالات التي لا يكفر فيها المُعيّن عند علماء الدّعوة و شيخ الإسلام؟
هذه الأمور لا تليق بمنهج المرجئة ، لأنّ هذه الطائفة لا يوجد في فقهها أحكام الرّدّ عمليّا في الغالب إلا نظريّا .
... يُتبع
تابع ... صالح الفوزان - حفظه الله - بين أنياب المرجئة
قال البخاري : " و كما وصف الرّجل : أنّ هذا الكتاب ينشره الخوارج في تلك البلاد " .
قال أبوعبد القدّوس : طُبع الكتاب في كثير من الدول ، فكان أغلبية من اقتناه الموحّدين السلفيّين ، لكن في الجزائر منعه دعاة الإرجاء ، حيث قال أحدهم : " إنّ هذا الكتاب كتاب تكفير " . فعلا تشابهت قلوب الأراذل ، و من يومها لم يُطبع في بلدنا ، لهذا لم نسمع من أحدهم ذكر هذا الكتاب ، لا في الحلقات العامة ولا الخاصة، إذن ، فكل من نشره على رأي البخاريّ هو خارجيّ .
و هذه بعض البلدان التي أصحابها طبعوا الكتاب :
1 – فرع الرياض ، فرع مكة ، فرع المدينة ، فرع جدّة ، فرع القصيم ، فرع أبها ، فرع الدّمّام .
2 – القاهرة ، الكويت ، المغرب ، بيروت ، تونس ، اليمن ، الأردن ، البحرين ، الإمارات ، سوريا ، قطر .
لم يتفطن و لا عالم من السعودية لهذا الأمر الجَلل ، فهل هؤلاء كلهم أغبياء ؟
البخاري يزعم أنّ من ينشره الخوارج ، أتدرون لماذا يجترّ هذه الطعون ؟ لأنّ فيه التفصيل في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ، و نحن نعلم فقه المرجئة في هذه الجزئية ، كما فيه فقه الموالاة و المعاداة ، فالمرجئة لا يريدون هذا الإسلام المبني على الحب و البغض ، فهي طائفة بلغت الذروة في التميّع .
قال البخاريّ : " لما هو يغذي من فكرهم " .
قال أبو عبد القدّوس : تفطن البخاريّ لهذه التغذية وجهلها الفوزان صاحب النظر ، المتبع للأثر ، و لو استعملنا فقه اللزوم فإننا نقول هذا فيه اتهام للفوزان بالغباء ، و هو مَن هو - حفظه الله - في بعد النظر ، لكنه اتبع الحق و الحق أحق أن يتّبع ، إلا أنّ دعاة المرجئة - دائما - هم مرجفة ، فلو لم يطعنوا تصريحا ، طعنوا تلميحا ، و هذا ما أشار له النّكرة عند الموحّدين ، المعرفة عند حُمَاة المشركين .
... يُتبع
تابع ... صالح الفوزان - حفظه الله - بين أنياب المرجئة
قال عبد الله بن عبد الرحيم البخاريّ : " فأنا أتَّهم هؤلاء الكتّاب في أنّهم لعلهم أخذوا وقدموا شيئاً " .
قال أبوعبد القدّوس : ما حكم اتّهام البريء دون بيّنة ؟ أليست أعراض المسلمين متكافئة ؟ لمّا عجز عن طعن الشيخ الفوزان طعن في الناشر ، إنّه الخبث و المكر الذي تمتاز به المرجئة ، ثمّ يبني اتهامه على " لعل " و هي أكبر عِلة ، لا نعجب .. هذه إحدى مطايا المرجئة في إسقاط الرّواسي الشمّ ، كالفوزان .
قال البخاريّ : " ثم لمّا أخذوا التقديم ، زادوا فيه وأنقصوا " .
قال أبوعبد القدّوس : البخاري يتهم الناشر في التصرف التقديم ، وهنا نسأل البخاري : أليس بعد النشر يوضع الكتاب بين يدي الفوزان - حفظه الله - ؟ ، و لو نفرض عدم ذلك ألم ينبهه أحد الحذّاق ؟ فإن لم يكن ، فلماذا لم يأخذ البخاريّ مآخذه و يرفعها إلى الفوزان ؟ أليسوا - دائما - يقرّرون توقير العلماء ؟ أليس هذا فيه تهييجا للعامة و زرع فقدان المصداقية ؟
نسأل البخاري : أين التغيير الموجود في التقديم ؟ البيّنة على المدّعي .
قال البخاري : " والكتاب نعم فيه ملاحظ " .
قال أبو عبد القدّوس : لماذا الانتقاد أمام العوامّ ؟ أين النّصيحة السّريّة ؟ أليس العلماء من أولي الأمر ؟
قال البخاريّ : " ولي عليه ملحوظات وكَلّمت الدار الناشرة ثلاث مرات في سنوات مختلفات " .
قال أبو عبد القدّوس : بدل أن يكلّم دار النشر كان عليه أن يكلم الشيخ الفوزان و لو مرّة واحدة ، ثمّ يوهم العامّة أنّه من حاملي همّ الدّين ، لكنّه في الحقيقة حامل همّ الإرجاء .
قال البخاريّ : " وقلتُ لهم : اتقوا الله في أنفسكم ، لا يجوز أن تنشروا هذا الكتاب فعليه مآخذ كثيرة وشديدة " .
قال أبو عبد القدّوس :هذا طعن صريح في الشيخ الفوزان - حفظه الله - ، حيث نهى البخاري عن نشره ، لأنّ الفوزان يغرّر بالمسلمين ، و ليس من الناّصحين عندما قرّظ الكتاب ، بل جرم المؤاخذات شديد ، هكذا تبدأ عمليّة إسقاط الصّناديد من لأهل السنة .
بل البخاريّ يحرّم النشر ، و الفوزان يبيح ما حرّم الله ، و أعظم أنواع الإباحة إفساد الأديان ، ألم يعلم بأن أهل العلم أفتوا بحرق كتب أهل البدع ، بل وقتل الدعاة إلى بدعهم إن رأى وليّ الأمر ذلك ، لما في من كتبهم من تغيير للدّين .
... يتبع
تابع ... صالح الفوزان - حفظه الله - بين أنياب المرجئة
قال عبد الله بن عبد الرحيم البخاريّ : " لأنّ الكتاب فيه بتر للكلام وتزييف للحقائق في بعض المواطن " .
قال أبو عبد القدّوس : انظر كيف اتهم البخاريّ الشيخَ الفوزان بعدم التحرّي ، فالفوزان بهذه الصورة - إن كان يعلم - فهو شاهد زور ، و إلاّ فهو جاهل ليس متشبّعا بأقوال ابن تيمية أو أئمّة الدّعوة النّجديّة ، أو هو غبيّ ، و من ثمّة لا يستحق أن يُستفتى . كما شهد على صاحب الكتاب بالبتر و التّزييف ، و هذا كله لم يعلمه العلامة الفوزان .
وبناء على هذا فإنّ كتب الفوزان لا تُقرأ لأنّه لم يميّز التزييف من غيره ، فكيف نأمنه على ديننا ؟ خسئ من قال ذلك أو شكّ ، أو لمّح أو صرّح .
قال البخاريّ : "حتى إنّه يعني قد احمر لوني" .
قال أبوعبد القدوس : نعم ، عند ظهور الحقّ ، و يراه دعاة الإرجاء تحمرّ وجوههم خِزيا لهم لمعتقدهم الفاسد ، و يُخشى أن تسودّ بعد ذلك .
قال البخاريّ : " من شدّة ما فيه من بلاء وبتر ومخالفات ومغالطات " .
قال أبو عبد القدّوس : انظر إلى تلك المفرادات النّكرة الدّالة على التكثير ، فمع هذه الكثرة لم يتفطن العلامة الفوزان ، إذن ، هذا ليس بعالم أصلا ، فالبلاءات كثيرة ، و المخالفات كثيرة ، و المغالطات كثيرة ، ومع ذلك قرّظ الفوزان الكتاب !
بل الصّواب أن يقال : لشدّة ما فيه من جمع للنّصوص و الموافقات للكتاب والسنة ، و الحقائق الغائبة عن أذهان المسلمين ، فجلّاها الشيخ - حفظه الله - .
قال البخاريّ : "من هذا البلاء الذي بين يديّ " .
قال أبو عبد القدّوس : الفوزان - حفظه الله - يقرّظ البلاء ويصدّره للمسلمين، أهكذا التعامل مع تاج العلماء ؟ لكن لا نعجب فقد اتُّهم - حفظه الله - بالتّكفير ، حيث قال الشيخ : (بعض الجهّال أو المغرضين يستنكرون الكلام في أسباب الرّدّة عن الإسلام ويصفون من يتكلّم في ذلك بأنّه تكفيريّ ويحذرون منه )[شرح نواقض الإسلام ].
قال البخاريّ : " نعم كتاب سيء نعم " .
قال أبو عبد القدّوس : كان في البداية يقول : فيه مخالفات ومغالطات ، و ها هو الآن يجزم بأنّه كتاب سيّء . السّيّء ما خرج من فمه ، و البلاء ما جاء من عنده، حيث شكّك الأمّة في جوهرة العلماء ، تبّا لمن يسعى سعي هذا المتطاول على ورثة النّبيّ - عليه الصّلاة و السّلام - .
و هنا عندنا في الجزائر قد قالوا الكلمة نفسها : إنّه كتال يدعو للتكفير ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، لا يُخرجها إلا مرجئ خبيث .
كما أنّ لنا معه وقفة حيث طعن الشيخ مقبل - رحمه الله - بأنّه لم يُنتج في مدرسة إلا الخوارج .
و صلى الله و سلم على محمّد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان.
أبو عبد القدّوس بدرالدّين مناصرة .
السلام عليكم ورحمة الله
ردحذفنسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على التوحيد
السلام عليكم، أتباع عقيدة الإرجاء يقولون عنا فرقتم الصف السلفي! نعم التفرقة أن خرجنا من الإرجاء إلى التوحيد. كل من يقرأ هذا البحث ثم لا يبحث عن عقيدته مكتفيا بما لديه من عموميات فهو على خطر. إبحث عن دينك إبحث عن توحيدك. تحية لشيخنا. أخوكم أبو صهيب.
ردحذفالسلام عليكم و على شيخنا بارك الله فيكم . لقد تميز اليوم التوحيد الصحيح من الإرجاء سددنا الله أجمعين.
ردحذفبارك الله فيكم أيها الإخوة الأحباب ، وخاصة المشرفين على هذه المدونة المباركة إن شاء الله، وثبّت الله الشيخ أبا عبد القدوس على التوحيد والصدع بالحق
ردحذفاحسن الله اليكم قرأنا الكتاب فما وجدنا فيه الا النقول عن العلماء من لدن الامام ابن تيميه وحتى الامام الحفيد الثانى محمد بن ابراهيم .وما وجدنا لجامعه الا النذر اليسير وان الطاعن على الكتاب طاعن على هؤلاء جميعا وليس جامعه فقط .....
ردحذف