السبت، 22 نوفمبر 2014

بيان ما هو من المقالات كفر
____________________

قال القاضي عياض الإمام المالكي
_______________________

اعلم أن تحقيق هذا الفصل ( في بيان ما هو من المقالات كفر)وكشف اللبس فيه مورده الشرع ولا مجال للعقل فيه، والفصل البين فيه:


_____________________________

1-أن كل مقالة صرحت بنفي الربوبية أو الوحدانية أو عبادة أحد غير الله أو مع الله فهو كفر. كالذين أشركوا بعبادة الأوثان أو الملائكة أو الشمس أو النار.

2-وكذلك من اعترف بالإلهية لله ووحدانيته، لكن اعتقد أنه غير حي أو غير قديم وأنه محدث أو مصور أو ادعي أن له ولداً أو والداً. فذلك كله كفر بالإجماع.

3-كذلك نقطع بكفر من قال بقدم العالم أو بقائه على مذهب الفلاسفة أو قال بتناسخ الأرواح.

4-كذلك من اعترف بالإلهية والوحدانية، ولكن جحد النبوة من أصلها عموماً أو نبوة نبينا خصوصاً ، أو أحد الأنبياء اللذين نصَّ الله عليهم ـ بعد علمه بذلك ـ فهو كافر بلا ريب.

5-كذلك من دان بالوحدانية وصحة النبوة ونبوة نبينا ولكن جوَّز على الأنبياء الكذب فيما أتوا به، ادَّعى في ذلك المصلحة بزعمه أو لم يدعها فهو كافر بإجماع.

6-كذلك من أضاف إلى نبينا تعمد الكذب فيما بلغه وأخبر به أو شك في صدقه أو سبَّه أو قال أنه لم يبلغ أو استخف به أو حاربه، فهو كافر بإجماع.

7-كذلك نكفر من ذهب مذهب بعض القدماء أن لكل جنس من الحيوان نذيراً أو نبياً من القردة والخنازير والدواب ويحتج بقوله تعالى: ﴿وَإِن مّنْ أُمّةٍ إِلاّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر:24]، إذ ذلك يؤدي إلى أن يوصف أنبياء هذه الأجناس بصفاتهم المذمومة، وفيه الإزراء على هذا المنصب المنيف ما فيه، مع إجماع المسلمين على خلافه وتكذيب قائله.

8-كذلك نكفر من اعترف من الأصول الصحيحة بما تقدم، وبنبوة نبينا ، ولكن قال: كان أسود، أو مات قبل أن يلتحي، أو ليس بقرشي، لأن وصفه بغير صفاته المعلومة نفي له وتكذيب به.

9-كذلك من ادَّعى نبوة أحد مع نبينا أو بعده. كالقائلين بتخصيص نبوته ورسالته إلى العرب، وكالقائلين بتواتر الرسل، وكالقائلين بمشاركة عليّ في الرسالة مع النبي وبعده. أو من ادَّعى النبوة لنفسه أو لغيره بعد محمد .

10-كذلك من ادعى أنه يوحى إليه، وإن لم يدع النبوة ـ كالمختار الثقفي في القديم والفرماوي في الحديث ـ فهؤلاء كلهم كفار مكذِّبون للنبي لأنه أخبر أنه [خاتم النبيين ولا نبي بعده]. والله تعالى أخبر أنه خاتم النبيين وأنه أرسل للناس كافة، وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره، وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص فلا شك في كفر هؤلاء الطوائف كلها قطعاً وإجماعاً وسمعاً.

11-كذلك أجمعت الأمة على تكفير كل من دافع نص الكتاب، أو خص حديثاً مجمعاً على نقله مقطوعاً به، مجمعاً على حمله على ظاهرة، كتفكير الخوارج بإبطال الرجم.

12-كذلك نكفر كل من دان بغير ملة الإسلام من الملل، أو وقف فيهم، أو شك أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده، فهو كافر.

13-كذلك نقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل إلى تضليل الأمة وتكفير جميع الصحابة، كقول طائفة الكميلية من الروافض.

14-كذلك نكفر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر، وإن كان صاحبه مصرحاً بالإسلام مع فعله ذلك الفعل؛ كالسجود للصنم وللشمس والقمر والصليب والنار والسعي إلى الكنائس والبيع مع أهلها بزيِّهم، فقد أجمع المسلمون على أن هذا الفعل لا يوجد إلا من كافر، وأن هذه الأفعال علامة على الكفر وإن صرح فاعلها بالإسلام.

15-كذلك أجمع المسلمون على تكفير كل من استحل القتل أو شرب الخمر أو الزنا مما حرم الله تعالى، بعد علمه بالتحريم.

16-وكذلك نقطع بتكفير كل من كذب وأنكر قاعدة من قواعد الشرع وما عُرف يقيناً بالنقل المتواتر من فعل الرسول ، ووقع الإجماع المتصل عليه؛ كمن أنكر وجوب الصلوات الخمس أو عدد ركعاتها أو سجداتها.

17-كذلك من أنكر القرآن أو غيَّر شيئاً منه أو زاد فيه، أو زعم أنه ليس بحجة للنبي ، أو ليس فيه حجة ولا معجزة، ولا محالة في كفر قائل ذلك.

18-كذلك تكفير من أنكر أن يكون سائر معجزات النبي حجة له، أو في خلق السموات والأرض دليل على الله، لمخالفته الإجماع والنقل المتواتر عن النبي باحتجاجه بهذا كله، وتصريح القرآن به.

19-كذلك من أنكر الجنة والنار أو الحساب أو القيامة، فهو كافر بإجماع، للنص عليه، وإجماع الأمة على صحة نقله متوتراً. كذلك من اعترف بذلك ولكنه قال إن المراد بالجنة والنار والحشر والنشر والثواب والعقاب معنى غير ظاهره؛ كقول الفلاسفة والباطنة وبعض المتصوفة.

20ـ كذلك نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: أن الأئمة أفضل من الأنبياء أ.هـ
_______

كتاب الشفاء بشرح نور الدين القاري جـ5 ص401: 431. [الفصل الرابع في بيان ما هو من المقالات كفر]
__

منقول_______________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق