الأحد، 3 فبراير 2013

 المفتي : الشيخ عبد العزيز الراجحي
السؤال:
ما رأيكم فيمن قال: إن مرجئة الفقهاء خلافنا معهم حقيقي من وجوه مخالفتهم للنصوص الصحيحة، وإجماع السلف على أن الأعمال من الإيمان؟

الشيخ :
نعم هذا سبق، هذا صحيح، خالفوا النصوص، نعم.
ومن جهة حكمهم على أهل الكبائر وعدم تكفيرهم لبعض من تلبس بالكبائر؟&
الحكم على الكبائر، مرجئة الفقهاء يرون أن صاحب الكبيرة يستحق الوعيد، ويقام عليه الحد إذا كان الكبيرة عليها حدا. هذا قول المرجئة المحضة الجهمية هم الذين يرون أن صاحب الكبيرة ليس عليه شيء، أما مرجئة الفقهاء من أهل السنة يرون أن صاحب الكبيرة مذموم، وعليه الوعيد، ويقام عليه الحد، إذا كان رتب على هذه الكبيرة حدا، ويشمل تكفير أيش؟
حكم أهل الكبائر في الدنيا.
نعم في الدنيا. نعم، في الدنيا يرون أنه يقام عليه الحد.
يقولون: إنه مؤمن كامل الإيمان.
نعم، يرون أنه مؤمن كامل الإيمان؛ لأن التفاضل بين الناس في الأعمال، التفاضل بين الناس في الأعمال، ليس التفاضل بينهم في الإيمان؛ ولهذا يقول الطحاوي "والإيمان واحد، وأهله في أصله سواء" نعم، وهذا أصل مسألة الخلاف. نعم.
وعدم تكفيرهم لبعض من تلبس بالكفر.
نعم، هذا فيه تفصيل، هم يفصلون في هذا؛ لأنهم يرون أن الإيمان هو التصديق بالقلب، والكفر هو.. إنما يكون الجحود، الجحود بالقلب، يرون أن الأعمال الكفرية دليل، دليل على الجحود، دليل على ما في القلب، يرون أنها دليل، والصواب أن الأعمال الكفرية هي كفر، فمن سجد للصنم.. السجود للصنم كفر، ومن سب الله، أو سب الرسول، أو سب دين الإسلام فهذا كفر، وليس هو دليل على الكفر، نعم هذه من مسائل الخلاف، هم يقولون: هذا دليل على الكفر، دليل على ما في القلب.
والصواب أن الكفر يكون بالجحود كأن يجحد فرضية الصلاة وفرضية الزكاة وفرضية الحج، أو ينكر البعث، أو الجنة أو النار، أو يجحد صفة وصف الله بها نفسه، أو خبرا أخبر الله به بعد قيام الحجة.
ويكون أيضا بالقول، كما لو سب الله أو سب الرسول، أو سب دين الإسلام، أو استهزأ بالله أو بكتابه، أو برسوله، أو بدينه، كما قال الله -تعالى- في جماعة استهزءوا بالنبي صلى الله عليه  و سلم وبالقراء من أصحابه في غزوة تبوك أنـزل الله فيهم هذه الآية: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)
فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان.
ويكون الكفر بالعمل أيضا، كما لو سجد للصنم، فالسجود للصنم كفر وعمل، ويكون أيضا الكفر بالإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعبد الله. فالكفر يكون بالقلب ويكون باللسان، ويكون بالعمل، ويكون بالرفض والترك، والإعراض عن دين الله.
أما المرجئة فإنهم يرون أن الكفر لا يكون إلا بالقلب، وأن السجود للصنم أوالسب، إنما هو دليل على ما في القلب. والصواب أنه كفر مستقل، كفر بنفسه. السجود للصنم كفر بنفسه، كفر مستقل، والسب والاستهزاء بالله وبكتابه، وبرسوله وبدينه كفر بنفسه، وكذلك أيضا الإعراض عن دين الله، لا يتعلم ولا يعبد الله كفر، قال -تعالى-: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) نعم.
قالوا: والثالث: ما يثمر من ذلك من الولاء والبراء، فالفاسق والفاجر والمؤمن عندهم سواء -أيش؟- ما يثمر عن هذه العقيدة -نعم- من أن الفاسق والفاجر والمؤمن، في الإيمان سواء، فالمحبة لهم سواء.
نعم، كذلك الحب في الله والبغض في الله، والولاية، فمرجئة الفقهاء يرون أن الناس قسمان: ولي لله، وعدو لله. فالمؤمن سواء كان عاصيا أو مطيعا ولي لله، والكافر عدو الله، وأما جمهور أهل السنة فيرون الناس ثلاثة أقسام: ولي لله كامل الولاية، وهو المؤمن التقي، الذي أدى الواجبات وانتهى عن المحرمات، وعدو كامل العداوة، هو الكافر.
وهناك قسم ثالث: ولي لله من وجه، وعدو لله من وجه، وهو المؤمن العاصي. فهو ولي لله بإيمانه وطاعته، وعدو لله بمعصيته وفسقه، فيوالي من وجه، ويعادى من وجه، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، أما مرجئة الفقهاء فلا يرون هذا التقسيم، يرون أن الناس قسمان: ولي لله، وهو المؤمن -سواء كان مطيعا أو عاصيا- وعدو لله وهو الكافر.
هذه من وسائل النـزاع، نعم.
ومن فتحوا بابا للفسقة، يقولون: نفعل ما نشاء، وإيماننا كامل.
نعم، هم يرون أن المفاضلة بين الناس، التفاضل في أعمال القلوب، في البر، وأن الإيمان ليس فيه تفاضل. نعم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق