الأحد، 3 فبراير 2013

 المفتي : الشيخ عبد العزيز الراجحي
السؤال :
رجل ترك جميع الأعمال، فهل هذا مسلم؟ وبعضهم يحتج بحديث: يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط
الجواب :
لا بد من العمل، ما يتحقق الإيمان إلا بالعمل، الإنسان لا بد من التصديق والإيمان، وهذا التصديق والإيمان لا بد له من عمل يتحقق به، وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون.
إبليس مصدق وفرعون مصدق، لكن ما عندهم انقياد، ليس عندهم انقياد بالعمل، إبليس لما أمره الله بالسجود لآدم رفض وعارض أمر الله، وقال: أنا خير منه، أنا أفضل منه. ولا يمكن أن يسجد الفاضل للمفضول: ( أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين )
وفرعون كذلك، رفض أمر الله وأمر رسوله، ولم يؤمن بنبيه. فمن يدعي الإيمان والتصديق ويرفض العمل، فهو مستكبر، يكون كفره بالاستكبار، لا بد من الانقياد، ولا بد لهذا الإيمان والتصديق الذي في القلب من عمل يتحقق به، أما إذا رفض العمل، معناه استكبر عن عبادة الله، يكون كفره بالاستكبار والعياذ بالله، ويقال له: أي فرق بين إيمانك وإيمان إبليس وفرعون ؟
كما أن الذي يعمل: يصلي ويصوم ويتصدق ويحج، لا بد لهذا العمل من إيمان يصححه، وإلا صار كإسلام المنافقين فالمنافقون يصلون ويجاهدون مع النبي صل الله عليه و سلم  لكن أعمالهم لا، ليس لها إيمان يصححها، قال الله -تعالى-: ( و من الناس من يقول أمنا بالله و باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين ) قال سبحانه ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله و الله يعلم إنك لرسوله و الله يشهد إن المنافقين لكاذبون )
فلا بد للإيمان والتصديق بالقلب من عمل يتحقق به وانقياد لأمر الله وأمر رسوله، وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون ولا بد للعمل من صلاة وصيام وزكاة وحج، من إيمان يصححها، وإلا صار كإسلام المنافقين نعم.
الحياء شعبة من الإيمان لو أن رجلا ترك.. أو كان تاركا لجميع الأعمال تركا كليا، ولكن عنده حياء، فهل هذا معناه أنه يسمى مؤمنا؟ وضحوا لنا هذه الشبهة.
ليس عنده حياء، الحياء.. عنده دعوى، الذي يترك الأعمال ليس عنده حياء، وكونه يدعي الحياء كذبٌ. فالذي يستحي من الله ورسوله هو المؤمن المصدق، الذي يعمل ويمتثل أمر الله، ويجتنب نهيه، أما من كان يرفض أمر الله، وأمر رسوله فليس عنده حياء. وفي الحديث الصحيح: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت معنى هذا يصنع ما يشاء؟ ليس عنده حياء هذا. نعم.
شرح رسالة الإيمان للقاسم بن سلام الشريط الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق