المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
السؤال :
بمَ يكون الكفر الأكبر أو الردّة؟ هل هو خاص بالاعتقاد والجحود والتكذيب، أم هو أعم من ذلك؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن
مسائل العقيدة مهمة جداً ، ويجب تعلم العقيدة بجميع أبوابها وجميع مسائلها
وتلقيها عن أهل العلم ، فلا يكفي فيها إلقاء الأسئلة وتشتيت الأسئلة فيها ،
فإنها مهما كثرت الأسئلة وأجيب عنها ، فإن الجهل سيكون أكبر . فالواجب على
من يريد نفع نفسه ونفع إخوانه المسلمين أن يتعلم العقيدة من أولها إلى
آخرها، وأن يلم بأبوابها ومسائلها ، ويتلقاها عن أهل العلم ومن كتبها
الأصيلة ، من كتب السلف الصالح .. وبهذا يزول عنه الجهل ولا يحتاج إلى كثرة
الأسئلة ، وأيضاً يستطيع هو أن يبين للناس وأن يعلم الجهّال، لأنه أصبح
مؤهلاً في العقيدة.
كذلك
لا يتلقى العقيدة عن الكتب فقط .. أو عن القراءة والمطالعة ، لأنها لا
تؤخذ مسائلها ابتداءً من الكتب ولا من المطالعات ، وإنما تؤخذ بالرواية عن
أهل العلم وأهل البصيرة الذين فهموها وأحكموا مسائلها ..
هذا هو واجب النصيحة ..
أما
ما يدور الآن في الساحة من كثرة الأسئلة حول العقيدة ومهماتها من أناس لم
يدرسوها من قبل، أو أناس يتكلمون في العقيدة وأمور العقيدة عن جهل أو
اعتماد على قراءتهم للكتب أو مطالعاتهم ، فهذا سيزيد الأمر غموضاً ويزيد
الإشكالات إشكالات أخرى ، ويثبط الجهود ويحدث الاختلاف، لأننا إذا رجعنا
إلى أفهامنا دون أخذ للعلم من مصادره، وإنما نعتمد على قراءتنا وفهمنا ،
فإن الأفهام تختلف والإدراكات تختلف .. وبالتالي يكثر الاختلاف في هذه
الأمور المهمة . وديننا جاءنا بالاجتماع والائتلاف وعدم الفرقة ، والموالاة
لأهل الإيمان والمعاداة للكفار .. فهذا لا يتم إلا بتلقي أمور الدين من
مصادرها ومن علمائها الذين حملوها عمن قبلهم وتدارسوها بالسند وبلغوها لمن
بعدهم .. هذا هو طريق العلم الصحيح في العقيدة وفي غيرها ، ولكن العقيدة
أهم لأنها الأساس ، ولأن الاختلاف فيها مجال للضلال ومجال للفرقة بين
المسلمين.
والكفر
والردّة يحصلان بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام ، فمن ارتكب ناقضا من نواقض
الإسلام المعروفة عند أهل العلم فإنه بذلك يكون مرتداً ويكون كافراً ،
ونحن نحكم عليه بما يظهر منه من قوله أو فعله، نحكم عليه بذلك لأنه ليس لنا
إلا الحكم بالظاهر، أما أمور القلوب فإنه لا يعلمها إلا الله سبحانه
وتعالى. فمن نطق بالكفر أو فعل الكفر، حكمنا عليه بموجب قوله وبموجب نطقه
وبموجب فعله إذا كان ما فعله أو ما نطق به من أمور الردّة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق