الخميس، 1 أكتوبر 2015

اجمــاع الصحابة علي تكفير المعين وعدم العذر بالجهل

اجمــاع الصحابة علي تكفير المعين وعدم العذر بالجهل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال شيخ الإسلام ابن تيميه ( وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين مع كونهم يصومون ويصلون ولم يكونوا يقاتلوا جماعة المسلمين ، فكيف بمن صــار مع أعــداء الله ورسوله قاتلاً للمسلمين) " مجموع الفتاوى 28/531 " الفتاوى الكبرى (3/ 541) .
.
1 - قال محمد بن عبد الوهّاب - رحمه الله - عندما علّق على كلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( فتأمل كلامه في تكفير المعين ، والشهادة عليه إذا قتل بالنار، وسبي حريمه وأولاده عند منع الزكاة ، فهذا الذي ينسب عنه أعداء الدين ، عدم تكفير المعين .

قال - رحمه الله - بعد ذلك : وكفر هؤلاء ، وإدخالهم في أهل الردة ، قد ثبت باتفاق الصحابة ، المستند إلى نصوص الكتاب والسنّة. انتهى كلامه.)[ مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد 26 ]

وقال الإمام محمد بن عبد الوهّاب معلقاً علي كلام ابن تيميه رحمه الله (( فتأمل كلامه وتصريحه بأن الطائفة الممتنعة عن أداء الزكاة إلى الإمام أنهم يقاتلون ، ويحكم عليهم بالكفر والردّة عن الإسلام ، وتسبى ذراريهم ، وتغنم أموالهم وإن أقروا بوجوب الزكاة ، وصلوا الصلوات الخمس ، وفعلوا جميع شرائع الإسلام غير أداء الزكاة ، وأن ذلك ليس بمسقط للقتال لهم والحكم عليهم بالكفر والردّة ، وأن ذلك قد ثبت بالكتاب والسنة واتفاق الصحابة رضي الله عنهم ))." الدرر السنية في الأجوبة النجدية 1. / 178 ، مؤلفات الشيخ 1/3.1 " .
وقال القاضي أبو يعلى : (( وأيضاً فإنه إجماع الصحابة ، وذلك أنهم نسبوا الكفر إلى مانع الزكاة وقاتلوه وحكموا عليه بالردّة ولم يفعلوا مثل ذلك بمن ظهر منه الكبائر ، ولو كان الجميع كفراً لسوّوا بين الجميع )) مسائل الإيمان للقاضي أبي يعلى (ص330-332)
.
وقال ابن قدامة المقدسي : (( ووجه ذلك – يعني الرواية عن أحمد التي تدل على تكفيرهم – ما روي أن أبا بكر رضي الله عنه لما قاتلهم وعضتهم الحرب قالوا : نؤديها . قال : لا أقبلها حتى تشهدوا أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . ولم ينقل إنكار ذلك عن أحد من الصحابة فدل على كفرهم ))المغني والشرح الكبير ط:الباز 2/435

وهذا إجماع من الصّحابة على ردّة مسيلمة و أصحابه ، ثم الحكم عليهم بالكفر مع سبي نسائهم و أولادهم و الشهادة على قتلاهم عيْنا في النار .
وقال الشيخ سليمان بن سحمان ، في
[ الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق ]
( فإذا كان من أشرك مسيلمة الكذاب في النّبوّة يكون كافراً، فكيف لا يكفر من أشرك مخلوقاً في عبادة الخالق - سبحانه - ، وجعله نداً لله ، يستغيث به كما يستغيث بالله ، ويدعوه مع الله ، ويرجوه ، ويلجأ إليه في جميع مهمّاته ، ويذبح له، وينذر له مع الله ؟ ! )اهـ
.

2 - قال محمد بن عبد الوهّاب في شأن من تاب من الردّة في عهد أبي بكر حيث تنقّلوا إلى الكوفة ندما على ردّتهم ثم أكثروا من العمل إلا أنهم صدر منهم كلمة كانت القاضية فقال الشيخ : ( فتأمّل رحمك الله : إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصّالحة الشاقّة ما أظهروا، لما تبرؤوا من الكفر، وعادوا إلى الإسلام ، ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين ، ومع هذا لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم، المتكلم والحاضر الذي لم ينكر، لكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أم لا ؟ والقصّة في صحيح البخاريّ
[ الدرر السنية 9/388 ] .

و قال محمد بن عبد الوهاب ( إجماع الصّحابة في زمن عثمان - رضي الله عنه - على تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوّة مسيلمة مع أنّهم لم يتبعوه ، وإنّما اختلف الصّحابة في قبول توبتهم .) [ مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد 34 ]
أجمع الصّحابة على كفر من في المسجد كلهم ، وإنما اختلفوا في استتابتهم و ليس في إقامة الحجة لأنّها أقيمت عليهم ببلوغ القرآن
و السنة إليهم بلسانهم ، مع وجودهم على أرض الإسلام ، ثم تمّت استتابتهم ، و الاستتابة لا تكون إلا لمعين كما قال أبو بطين
وقال عبد الرحمان بن حسن - رحمه الله - : ( ثم قال : وفي السنن : " أن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حكم بكفر أهل مسجد في الكوفة ، قال واحد : إنما مسيلمة على حقّ فيما قال ، وسكت الباقون. فأفتى بكفرهم جميعاً ". فلا يأمن الإنسان أن يكون قد صدر منه كلمة كفر، أو سمعها وسكت عليها ، ونحو ذلك. ) [ الدرر السنية 8/258 ]

.
3 - قال عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهّاب - رحمهم الله ( وقد ذكر شيخنا - رحمه الله- في مختصر السيرة له ، عن سيرة الواقدي : " أن خالد بن الوليد لما قَدِمَ " العُرْضَ " قدَّم مائتي فارس ، فأصابوا مُجَّاعة بن مُرارة ، في ثلاثة عشر رجلا من قومه بني حنيفة ، فقال لهم خالد بن الوليد: ما تقولون في صاحبكم ؟ فشهدوا أنّه رسول الله ، فضرب أعناقهم حتى إذا بقي سارية بن عامر، قال: يا خالد إن كنت تريد بأهل اليمامة خيرا أو شرا ، فاستبق مجاعة، وكان شريفا، فلم يقتله ، وترك سارية أيضا...... فتأمل كيف جعل خالد سكوتَ مجاعة ،رضاء بما جاء به مسيلمة وإقرارا ، فأين هذا ممّن أظهر الرّضى وظاهر، وأعان وجدّ وشمّر، مع أولئك الذين أشركوا مع الله في عبادته ، وأفسدوا في الأرض ؟ فالله المستعا )[ الدرر 11/306 ].

والرواية تدل على تكفير المعين دون إقامة الحجّة ، مع إجماع الصّحابة على ذلك .
.
4 - قال محمد بن عبد الوهّاب ( أجمع العلماء كلهم على كفر المختار، مع إقامته شعائر الإسلام ، لمّا جنى على النّبوّة ، فإذا كان الصحابة قتلوا المرأة ، التي هي من بنات الصّحابة ، لمّا امتنعت من تكفيره ، فكيف بمن لم يكفر البدو، مع إقراره بحالهم ؟ فكيف بمن زعم أنّهم هم أهل الإسلام ؟ من دعاهم إلى الإسلام أنّه هو الكافر؟ ! يا ربنا نسألك العفو والعافية.) [ الدرر السنية في الأجوبة النجدية 9/391 ] .

.
5 - قال محمد بن عبد الوهاب ( إجماع الصّحابة في زمن عمر، على تكفير قدامة بن مظعون وأصحابه إن لم يتوبوا، لمّا فهموا من قوله - تعالى - : " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " [ سورة المائدة آية : 93 ] حل الخمر لبعض الخواص.)[ الدّرر السنية 9/427، مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد] .

.
6 - قال ابن تيمية - رحمه الله - : ( فأمّا الغالية فإنّه حرّقهم بالنار ، فإنّه خرج ذات يوم من باب كِنْدة فسجد له أقوام فقال : ما هذا ؟ فقالوا : أنت هو الله . فاستتابهم ثلاثا فلم يرجعوا فأمر في الثالث بأخاديد فخُدّت وأضرم فيها النار ثمّ قذفهم فيها وقال ... لمّا رأيت الأمر أمرا منكرا ... أجّجت ناري ودعوت قُنْبرا ... وفى صحيح البخاريّ أنّ عليّا أتى بزنادقتهم فحرّقهم وبلغ ذلك ابن عباس فقال أمّا أنا فلو كنت لم أحرقهم لنهي النّبيّ أن يعذب بعذاب الله و لضربت أعناقهم لقول النّبيّ مَن بدّل دينه فاقتلوه ) [ مجموع الفتاوى 35/185 ] .

قال محمد بن عبد الوهاب : (فلمّا غلوا في عليّ أنكر الغلوّ ، وحرّقهم بالنار وهم أحياء، وأجمع الصحابة والعلماء كلهم على كفرهم . ...)
[ الدرر السنية 9/390 ] ، و هؤلاء المرتدّون هم جماعة ، يعني هم معيّنون ، ثمّ استتابهم عليّ - رضي الله عنه - و الاستتابة لا تكون إلا لمعين كما جاء عن أبي بطين في [ الدرر السنية في أجوبة الأئمة النجدية 10/401 ] .
ـــــــــــــــــــــــــ

وأصل الدين كله من المعلوم من الدين بالضرورة، فتكفير المشركين من أصل الدين وهو من المعلوم من الدين بالضرورة:-
[1]. قال ابن تيمية في المجموع(2/128):-
(( ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻧﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﻛﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﺫ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻘﻮﻣﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﺑﺮﺁﺀ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺮﻧﺎ ﺑﻜﻢ ﻭﺑﺪﺍ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺃﺑﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ} ))
لاحظ قوله[ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻧﻬﻮﺍ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﻛﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ]
يعني إجماع اليهود والنصارى وكل الديانات.
__________

[2]. قال البقاعي في الدر(6/267):-
((" فإنه لم يأت نبي إلا بتكفير المشركين - كما أشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله « الأنبياء أولاد علات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد » ".اهـ تفسير نظم الدرر .وفي (ج2،ص446)
__________

[3]. قال محمد بن عبد الوهاب في الدرر(8/119):-
(( ﺛﻢ ﻳﻔﺘﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﻝ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ, ﻭﻟﻮ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ, ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ. ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺘﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ! ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ, ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺳﻤﻊ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ,
ﻗﺎﻝ: ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻔﺎﺭ - ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻮ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻮﺍﺩﻱ -, ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻄﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻴﻨﺎ ﺇﺳﻼﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ. ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ.))

الذي يسميهم مسلمين (يعذرهم) كافر.
[4]. قال ابن الوزير في الروض الباسم(2/508):-
((ولا شك أن من شك في كفر عابد الأصنام وجب تكفيره ومن لم يكفره كفر ولا علة لذلك إلا أن كفره معلوم من الدين ضرورة )).
_________________

-قال الخطيب البغدادي ( 392 هـ - 463 هـ)
" قال أبو سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر".اهـ كتاب تاريخ بغداد .
ملحوظة 1 :- أبو سلمة صاحب الكلام المتقدم نشأ في خير القرون الأولى، وتوفى سنة (246هـ )، وهو سلمة بن شيب النيسابوري النسائي محدث أهل مكة وأحد كبار الأئمة ، نقل المزي عنه أنه صادق، وحكى أبو نعيم أنه ثقة، و ذكره بن حبان فى كتاب الثقات، وحدث عنه الإمام مسلم وأبو حاتم وأصحاب السنن .
ملحوظة 2 :- نقل عنه كلامه المتقدم في تكفير من لم يكفر الكافر غير واحد .كالإمام المزي (742هـ) في تهذيب الكمال،وبن حجر العسقلاني
( 852 هـ) في التهذيب، وابن عساكر (571هـ ) في تاريخه، وكذا بن الدمياطي ( 705 هـ ) في كتابه المستفاد من ذيل تاريخ بغداد .
_____________

شبهات و ردود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق